الشعوب مجرد تفاصيل للمصالح الدولية ! بقلم : روعة محسن الدندن/ سوريا
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الشعوب مجرد تفاصيل للمصالح الدولية
في وقت سابق تحدثنا عن شيطان السياسة بسبب كتابه الأمير للكاتب والفيلسوف والمؤرخ الإيطالي ميكافيلي ،حيث أصبح كتابه المرجع لكل ما يحدث في الأوطان وأنه كالدستور لسياسيين والمدرسة التي يتخرج منها الحكام منذ العصور الوسطى إلى الآن وهذا ما جعلني أقول بأن
(الشعوب مجرد تفاصيل للمصالح الدولية)
ولكن هل هذا القول يتوافق مع قوله على لسان فايريزيو وكان ردا لميكافيلي على أحد المحاورين عن الأشياء التي يجب أن تُقلد فيها القدماء
( تشريف وتكريم الفضائل ،وعدم ازدراء الفقير ،وتقدير قيمة النظام الجيد والإنضباط في جيوشهم ،تشجع المواطنين على حب بعضهم بعضاً،ترك النزاع والشقاق والفرقة ،تفضيل المصلحة العامة على أية مصلحة خاصة أو شخصية ،وغيرها من المبادئ التي يمكن أن تتناسب بسهولة مع عصرنا الحالي)
وهذا يتعارض مع قوله "حبي لنفسي قبل حبي لبلادي" .
ولكن لو حاولنا التمعن بينهما لوجدنا أن قوله في كتابه الأمير هو دراسة فن السياسة و إدارة الدولة طوال الخمسة عشر عاماً التي قضاها متنقلاً بين الملوك، والتي جعلت الرغبة لأن ينهل من خبرتهم
فهو يعبر عن ما رأه من خلال علاقة الحاكم بالشعب وليكون كتابه كالمرآة للحكام وهم من يقررون أسلوبهم من خلال اتباع أو رفض تلك الرؤية حسب مفهومهم بأن الغاية تبررالوسيلة
وهذا ما وضحه في مقدمة كتابه فن الحرب الذي ربما يعتبرها البعض مخالفة لنظرته ورؤيته في كتاب الأمير
( على الرغم من أن التعامل مع فن لم يسبق لي أن زاولته أو مارسته ربما يكون غروراً،لا يسعني التفكير إلا أنني لدي العذر أكثر من بعض الأشخاص الذين أخذوا على عاتقهم الممارسة العملية للحرب ،لأن الخطأ في كتاباتي يمكن أن يتم تصحيحه بسهولة دون إذاء أي شخص ،ولكن أي خطأ في ممارساتهم ربما يدمر دولة بأكملها )
لأنه اعتبر الدولة كالجسد الحي والحاكم يمثل الرأس والشعب يمثل الجسم حيث قال
( بأن الدولة السليمة هي الدولة المتحدة والمنتظمة والمتوازنة لذلك يعيش شعبها في سعادة وشرف وقوة وأمن ،ولكن الدولة غير السليمة هي التي تعاني من الإضطراب وعدم التوازن وقد تحتاج إلى إجراءات قوية لإعادتها إلى طبيعتها)
وأما عن رأيه فيمن يملك سلطة الحرب فيقول
( لا يجب على أي انسان أن يتعامل مع الحرب كعمل تجاري إلا الأمير أو الحاكم،وإذا كان الأمير أو الحاكم رجلاً حكيماً فلن يسمح لأي من رعاياه أو مواطنيه بإتخاذها كمهنة وحيدة له ،لم يفعل هذا أي رجل صالح اطلاقاً ،لأننا لا يمكن أن نطلق على إنسان رجلاً صالحاً وهو من أجل إعالة نفسه يقوم بإمتهان حرفة تلزمه في جميع الأوقات أن يكون جشعاً ومحتالاً وقاسياً ،أو بالطبع جميعها في نفس الوقت، بغض النظر عن مكانة من يمتهنون التجارة في الحروب فالحرب لن تبقي عليهم في وقت السلام)
وأما عن تجار الحروب فيقول
( يجب تجريم كل من يجمع مايكفيه في وقت الحرب لدعم نفسه للأبد عن طريق السرقة والقتل والكثير من العنف تجاه أصدقائه فضلاً عن أعدائه)
وعن أهمية الجيش للحفاظ على النظام والقوانيين فيقول
( أفضل القوانيين والطقوس في العالم سوف يتم احتقارها وتُدهس تحت الأقدام إذا لم تحظ بالدعم من القوة العسكرية كما ينبغي لها أن تكون فهي مثل قصر مهيب مكشوف بلا سقف عليها بالجواهر والأثاث الباهظ ،بالتأكيد سيتحول في الحال إلى خراب ودمار لأنه لا يوجد معه سوى بهائه وثرواته للدفاع عنه من ويلات الطقس فالجيش للدولة كالسقف للقصر يحمي مابداخله)
فهل يعتبر ميكافيلي رجل الحكمة لرجال الحكم في عصرنا الحديث
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق