عنف الشريك الحميم روعة محسن الدندن/سوريا
المرأة عدوة المرأة...هذا ما سنلاحظه من خلال الأبحاث التي قدمها البعض عن ظاهرة ضرب الزوجات من قبل أزواجهن والتي تعرف(عنف الشريك الحميم) وهي جزء من ظاهرة العنف الأسري وأحد أشكال العنف المنزلي أو العنف الأسري الموجه للمرأة من خلال أي تصرف أو قول أو رأي أو علاقة من قبل أفراد الأسرة الذكور والإناث يلحق أذى ماديا أو معنويا بالمرأة يمثل تدخلا في حريتها ويحرمها من التفكير والتعبير عن آرائها والسلوك بحرية واستقلالية وعدم معاملتها كعضو حر وكفء في العائلة أو يحولها إلى وسيلة أو أداة لتحقيق أفراد العائلة الذكور
وأما في دراسة لمروان خواجا(٢٠٠٧) التي قام بها في مخيمات اللأجئين الفلسطينين في الأرد حول مواقف الرجال والنساء من ضرب الزوجات مستخدما فيها ٨حالات افتراضية أتت النتائج كما يلي ١'٦٠ ٪من الرجال يؤيدون ضرب الزوجات على الأقل في حالة واحدة من الحالات الثمانية الإفتراضية وأما بالنسبة للنساء فكانت النسبة ٨'٦١٪يؤيدن ضرب الزوجات أيضا وقد وجد خواجا أن تأييد النساء لضرب الزوجات جاء مرتبطا بكونهم ضحايا للعنف من قبل الشريك الحميم
مما يعني أن النساء الضحية للعنف أكثر قبولا لضرب الزوجات من النساء اللواتي لم يتعرضن لعنف الشريك
(ربما أصبن ضحايا ستوكهولم )
والمثير للإهتمام أن هذا العامل الوحيد المؤثر على مواقف النساء من ضرب الزوجات وأما بالنسبة للرجال فكان تأييدهم جاء مرتبطا بعدة عوامل أهمها تاريخ الرجل من ضرب الزوجات والعمر والمشاركة في قوة العمل ونظرة الرجل إلى استقلالية المرأة
واستنتج جواجا في تحليله للنتائج أن قيم النظام البطرياكي هي التي تؤثر على قبول المعايير الإجتماعية للعنف وتعزيزه والحفاظ على هذه المعايير في ظل السلطة الأبوية
ويستطرد جواخا قائلا أن النساء في المخيمات البطريركية يتقبلن ضرب الزوجات أكثر من الرجال وهذا يرجع إلى واقع النساء في هذه المجتمعات البطريركية التي لا توفر أي نوع من الحماية أو البديل للزوجات المعنفات وبالتالي تجد النساء المعنفات أنفسهن مضطرات لأن يتقبلن ضرب الزوجات كطريقة لتخفيف الألم عليهن من خلال وجود مبررات لهذا الضرب
...
تعليقات
إرسال تعليق