حوار حول الحماية الدولية للكوارث مع الدكتور نور الدين منى و الكاتبة روعة الدندن
حوار حول الحماية الدولية للكوارث
مع الدكتور نور الدين منى
أدارت الحوار:
الإعلامية والأديبة السورية: روعة محسن الدندن، مديرة مكتب سوريا للاتحاد الدولي للصحافة والاعلام الالكتروني، ومديرة مكتب أخبار تحيا مصر في سورية، ومستشارة رئيس التحرير لجريدة أحداث الساعة.
ضيف الحوار
الأستاذ الدكتور نور الدين منى
أستاذ(بروفيسور).في جامعة حلب - كلية الزراعة
إضافة لعمله في الجامعة؛ مستشارأ علمياً؛ ثم منسِّقاً للبرنامج الوطني السوري لدى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة(ايكاردا)لمدة عشر سنوات.
اختير وزيراً للزراعة من عام 2001 -2003.
وفي عام 2004 اختير مسؤولاً أممياً (ممثلاً لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو التابعة للأمم المتحدة ) في عدة دول لمدة عشر سنوات ؛ ابتداء من الصين ومنغوليا وكوريا الشمالية ثم عمل بنفس المهمة في زامبيا (افريقيا)، وكانت آخر مهمة له في جمهورية إيران الاسلامية(طهران)
مَنَحتْه جامعة الصين للعلوم الزراعية درجة الدكتوارة الفخرية؛ لمنجزاته في مجال التنمية الزراعية. .ومنحه الرئيس المنغولي الميدالية الذهبية؛ عرفاناً لجهوده في تطوير القطاع الزراعي.
منح شهادات تقديرية متعددة من عدة دول؛ ولوحة تقديرية متميزة من القصر الجمهوري في زامبيا.
قدَّمَ استشارات دولية للعديد من المنظمات العربية والدولية
تحدث الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم،وتصيب هذه الكوارث أعداداً غفيرة من الأفراد، وتتسبب في خسارة الأرواح ،وكما تنتج عنها أضرار اقتصادية على نطاق واسع،وتقديم المساعدة الدولية الغوثية في حالات الطوارئ ظاهرة حديثة العهد، وأصبحت سائدة على نطاق أوسع في العصور الحديثة.
وفي حال حدوث الكوارث هناك عدة مبادئ على القانون الدولي الذي يتناول المساعدة منها
الإنسانية ،والحياد ،والنزاهة ،وعدم التميز والتعاون ،والسيادة وعدم التدخل ،والوقاية ،والتخفيف والتأهب.
وللحديث عن هذا الموضوع كان لابد من الحوار مع مسؤول أممي للإستفسار أكثر ،وأستهل حواري بالترحيب أولاً بضيفي الكريم سعادة معالي وزير الزراعة وأبدأ معك.
١- السؤال الأول :
الفرق بين الكارثة الطبيعية والحالة الطارئة ؟
بداية يسعدني أن أبادلك الترحيب الإعلامية المتألقة روعة ،والحوار عن موضوع يلامس الوجع العام والخاص لما تحدثه الكوارث على الواقع الإنساني والإقتصادي ،وبعد ما حدث في وطننا من كوارث عدة كالزلزال مؤخراً والحرائق والصراعات.
وأما عن سؤالك الأول لنوضح الفرق حسب منظمة الأمم المتحدة فإن
* الكارثة الطبيعية
natural disaster
استنادا إلى تعريف منظمة الأمم المتحدة ...تعرف الكارثة الطبيعية بأنها حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية فجأة ويصبح الناس نتيجتها في حاجة إلى حماية، وملابس، وملجأ، وعناية طبية واجتماعية ...واحتياجات الحياة الضرورية الأخرى.
وتتنوع هذه الكوارث إذ يوجد منها العواصف والفيضانات والهزات الأرضية والانفجارات البركانية....
* الحالة الطارئة
يمكن التعبير عن الحالة الطارئة بأنها حدث مفاجىء
وغير متوقع؛ وهذا الحدث يستدعي عادة اتخاذ تدابير فورية لتقليل عواقبه السلبية إلى أدنى حد ممكن .
وينتمي إلى الحالة الطارئة:
حالات الطوارىء على الكوارث الطبيعية مثل( الزلازل والظواهر الجوية القوية المعتدلة والمدمرة ،
وكذلك "حالات الطوارىء المُعقّدة "
الناجمة عن الصراع المسلح وما يعقبه،
مثل الاضطرابات المدنية وأزمات اللاجئين ...الخ .
٢- السؤال الثاني:
ماهي الأسباب التي تجعل الدول ترفض تولي الأمم المتحدة المناطق المنكوبة في حالة وقوع الكوارث؟
في هذه الحالة تخشى حكومات الدول المنكوبة أن يمس التدخل الأممي بسيادتها
وكما أنها تقلق لاعتبارها دولاً فاشلة غير قادرة على اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية لإغاثة مواطنيها ودعمهم ومساندتهم...
وكذلك تخشى أن يشكل التدخل الأممي سبباً لانهيار سطوة سلطتها وبالتالي فقدان الالتفاف الشعبي حولها سيما وأن الإنسان في ظروف الكوارث يميل لمن يؤمن له الدعم والمساعدة....
٣- السؤال الثالث :
فماهي الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث الطبيعية أو في النزاعات؟
على كل دولة اتباع استراتيجية وطنية للحد من الكوارث تختلف مدتها من دولة لأخرى وتتراوح من خمس إلى عشر سنوات وذلك لتكون خارطة طريق للعمل على الحد من مخاطر الكوارث وبناء القدرات الوطنية لتحقيق أهداف وأولويات التنمية لكل دولة.
ورفع مستوى الوعي والتدريب للأفراد والمؤسسات لكيفية التعامل مع الكوارث ودرء مخاطرها والقيام بعمليات
الإغاثة وتقديم الدعم والمساندة للمنكوبين
- إن المركز الوطني أو الهيئة الوطنية للأمن وإدارة الأزمات والكوارث
هو المظلة المعنية الرسمية بتنسيق وتوحيد جهود جميع المؤسسات الوطنية للتعامل مع الكوارث والأزمات.
لابد من مناقشة الموازنة السنوية للخطط الاستراتيجية
من أجل الحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم وسلامة الممتلكات العامة ودرء مخاطر الكوارث في حال حدوثها..
إن الاستراتيجية الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث يجب أن تنفذ بالتعاون ومشاركة مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)
ومن أهم الاسترتيجيات المتبعة للحد من خطر الكوارث :
- لابد من مشاركة المواطنين ومجموعات من المجتمع المدني لفهم دورها الحد من مخاطر الكوارث والاستعداد لها.
- لابد من تخصيص ميزانية للحد من مخاطر الكوارث في حال حدوثها وتقديم المساعدات لأصحاب الدخل المنخفض..
- تشكيل قاعدة بيانات محدثة عن المخاطر ونقاط الضعف واعداد تقييمات للمخاطر واستخدامها كأساس لخطط وقرارات التنمية..
- الاستثمار في البنية التحتية الحيوية وصيانتها والتي تقلل من المخاطر ، مثل تصريف الفيضانات ، وتعديلها عند الحاجة للتعامل مع تغير المناخ.
- تقييم سلامة جميع المدارس والمرافق الصحية وتحديثها حسب الضرورة.
- تطبيق وفرض لوائح بناء واقعية ومتوافقة مع المخاطر ومبادئ تخطيط استخدام الأراضي. تحديد الأراضي الآمنة للمواطنين ذوي الدخل المنخفض وتطوير الارتقاء بالأبنية العشوائية
- ضمان وجود برامج التثقيف والتدريب على الحد من مخاطر الكوارث في المدارس والمجتمعات المحلية
- حماية النظم البيئية والمصدات الطبيعية للتخفيف من الفيضانات...
والتكيف مع تغير المناخ من خلال البناء على الممارسات الجيدة للحد من المخاطر.
- تثبيت أنظمة الإنذار المبكر وقدرات إدارة الطوارئ وإجراء تدريبات استعداد عامة منتظمة.
- بعد أي كارثة ، لابد من وضع احتياجات الناجين في مركز إعادة الإعمار مع تقديم الدعم لهم ولمنظمات المجتمع المحلي لتصميم الاستجابات والمساعدة في تنفيذها ، بما في ذلك إعادة بناء المنازل وسبل العيش.
٤- السؤال الرابع :
ماهو دور المنظمات الإنسانية والإغاثية في حال وقوع الكوارث الطبيعية أو النزاعات ؟
إن منظمات الأمم المتحدة العاملة في المجال الصحي كمنظمة الصحة العالمية تقدم الأدوية والتكنولوجيا الطبية وكذلك الأدوية والمعالجات لدرء انتشار الأوبئة والأمراض بعد حدوث الكوارث...
وكذلك برنامج الغذاء العالمي يقدم المعونات الغذائية من حبوب ( قمح وعدس و... و..)
وهناك متظمات تنموية مثل منظمة الفاو للأغذية والزراعة التي تقدم البذار والتكنولوجية الزراعية لتستعيد الزراعة عافيتها في المناطق التي تعرضت للكوارث.
تعزيز البيئة الممكنة لبرنامج الشمول التأميني الزراعي
وتمويل المخاطر الشامل وتقديم المعرفة الفنية وتحديد أولويات التأمين الزراعي
٥ - السؤال الخامس :
هل تحتاج هيئة الأمم للإذن من قبل الدول المتضررة أو الدول الحدودية من أجل المساعدة الإنسانية ومتى يتم التدخل بدون إذن للمناطق المنكوبة؟
نعم تحتاج الأمم المتحدة لموافقة السلطات السياسية من أجل تقديم المساعدة الإنسانية في حال وقوع الكوارث..
وتلجأ الأمم المتحدة للطرق الديبلوماسية وذلك تجنباً للفهم الخاطئ أو الاتهامات بتسييس تقديم المساعدات الإغاثية..
وتلتزم الأمم المتحدة والمتظمات والوكالات الإنسانية العاملة ضمنها أن تقدم تنبيهات للدول المنكوبة عن الدول المانحة للمساعدات وخصوصاً في حالات العداء كمافي حالتنا السورية مثلاً مع اسرائيل..
فإذا قدمت اسرائيل مساعدات معينة لابد أن تشير الأمم المتحدة لذلك...
أما في حالات النزاع القبلي أو الطائفي أو الحروب الأهلية فتقوم الأمم المتحدة بالتدخل عن طريق إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يبيح المنظمات الإنسانية التدخل دون موافقة الدولة المركزية...
وكذلك في حالات ضعف الإمكانيات اللوجستية والمادية للدولة
٦- السؤال السادس :
ما تأثير العقوبات الاقتصادية على المساعدات الدولية في حالة الكوارث الطبيعية؟
إن العقوبات الاقتصادية لاتشمل المواد الإغاثية والغذائية المقدمة في حالة الكوارث...
ويتم إعطاء التصاريح للطائرات التي تنقل هذه المواد على ألا تقوم بمخالفة نقل أسلحة أو منتحات تكنولوجية خاضعة للعقوبات...
وفي حالتنا السورية تم التأكيد على عدم شمول العقوبات للمواد الإغاثية والغذائية
وهذه العقوبات شملت مؤسسات وشخصيات اعتبارية....
لا أملك في نهاية حواري مع شخصكم الكريم إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل للبروفيسور الدكتور نور الدين منى على مامنحه لنا من خلال خبرته وعلمه الواسع ...
وعلى أمل اللقاء بكم في حوار جديد أترككم في أمان الله وأمنه حتى نلتقي.
تعليقات
إرسال تعليق