التحرش .. أخطر آفات المجتمع! بقلم الكاتبة الصحفية : آلاء إمام
التحرش وصمة اجتماعية..
الضحية تفضل الصمت.. وآليات الجريمة تغيرت.. والمساندة القانونية والنفسية ضرورة
يُعدُّ التّحرش من أخطر الآفات على المجتمع، فهو داءٌ عُضالٌ يتفشّى أثره المادي والنّفسي على المجني عليه، وكذلك يعُمّ هذا الأثر على جميع أفراد الأسرة ويتسلل للمجتمع، فهذا الفعل من أشد انتهاكات حقوق الإنسان صعوبةً، لما يحمله من حساسيّة خاصّة في المجتمعات المحافظة، وتوجد أسباب عديدة تَحِدُّ من اللجوء إلى القضاء أو للقانون ومن أهمها ضعف الأدلة على التحرش، وعدم توفر شهود على الفعل، فيبقى المُتَحرَّش به في دوامة الخوف والهروب من الواقع. التحرش الجنسي من أسوء أنواع العنف ويعني كلمات أو أفعال غيرمرغوب بها تحمل الطابع الجنسيّ وتنتهك للجسم وخصوصية الشخص ومشاعره ويشعر بسبب ذلك بالتهديد وعدم الأمان أو الرهبة والخوف أو قلة الاحترام أو الترويع أو الإهانة أو الإساءة أو الانتهاك.
أشكال التّحرش الجنسي :
الممكن أن يأخذ التحرش أشكالًا متعدّدة، وقد يتضمّن شكلًا واحدًا أو أكثر في الوقت نفسه: النَّظَرات الجنسيّة المتفحصّة: التّحديق غير اللائق في جسد شخص ما أو في عينيه، والنّظر إليه بتمعُّنٍ نظرات حاملةً في طياتها إيحاءات جنسية. تعابير الوَجه: عمل تعبيرات وجه تحمل نوايا جنسية مثل اللحس، والغمز، وفتح الفم. النّداءات: الأصوات التي تحمل إيحاءات جنسيّة كالتّصفير، الصراخ، الهمس، والبسبسة. التّعليقات: إبداء الملاحظات ذات الطابع الجنسي عن جسم أو ملابس شخص ما، أوقول النُّكت أو القصص الجنسيّة المُسيئة. التحرّش عبر وسائل التكنولوجيا: وذلك من خلال إرسال التعليقات أو الرسائل أو الصور أو الفيديوهات المُسيئة أو غير اللائقة عبر الإيميلات، والرسائل الفورية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمنتديات، والمدونات أو مواقع الحوارات عبر الإنترنت جميعها ذات طابع جنسي
فعملية التحرّش الجنسي وأنواعه المختلفة قد تحدُث في الأماكن العامة أو الخاصّة، مثل: الشارع، ومكان الوظيفة، وفي المواصلات العامة، والمدارس والجامعات والكليّات، والمطاعم، والأسواق، وداخل البيت، وحتى في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة من الأقارب والأصدقاء، وعبر وسائل الانترنت
المُتحرِّش:
هو كل فرد يُمارس أفعال وأشكال التّحرش كالفعل الجنسي المُهين وغير المرغوب فيه حديثًا أو فعلًا، وهذا المتحرِّش له تاريخ إجرامي وتحرشات جنسية أو أمراض نفسيّة سابقة، ومن أهم الأمراض النّفسية التي قد يعاني منها المتحرّش أمراض الفصام والشيزوفرينا، والإدمان على الكحول والمخدرات، وصعوبات التّعلم، واضطرابات الشخصيّة المتعددة، والأعراض المرضية في القشرة المخية، ووجود أدلّة قطعية على استثارته الجنسيّة لصورالأطفال، والمشاهد العنيفة، وتعرضه في الطفولة لإعتداء جنسي، وتَدنّي تقدير الذات، والانعزال الاجتماعي. قد يعاني المتحرش من خلل في الإدراك وذلك لاعتقاده أنً الضحية توافق على الفعل، أو لتدني الإحساس بالتّعاطف مع الضّحية وانعدامه، ومن أكثر الأشخاص المعرّضين للتّحرش هم فئة النساء والأطفال، فمثلًا نسبة النساء المتعرضات للتّحرش والاعتداءات الجنسيّة في أكبر بلدان شرق آسيا كبنغلادش بنسبة 57% وكمبوديا 77% والهند 79% وفيتنام 87%، والتّحرش في شوارع أستراليا بلغ ما نسبته 87%، أما في الولايات المتحدة بلغ نسبة التحرش في الشوارع 65%، والنساء في المنازل لا يشعرن في الأمان بسبب الخوف من التحرّش ما نسبته 37%، ونسبة التّحرُّش الجنسيّ في الأطفال التي أشارت إليها الإحصائيات العالميّة قد وصلت إلى 70% بأكثر من نوع أو شكل من أشكال التّحرش.
أسباب التّحرُّش الجنسي:
ضعف الوازع الديني: الابتعاد عن الدين، وضعف الإيمان الذي دعت إليه جميع الديانات، وعدم تمكُّن الفرد من السيطرة على الشهوات والانسياق خلفها. غياب الدور الوالدي: إهمال الأبناء، وسوء التّربية، وعدم مراعاة متطلباتهم الجسدية والنّفسية، واستخدام العنف اتجاههم، كل ذلك قد يخلق سلوكًا تحرشيًّا. التواجد في البيئات الخطرة: كالمناطق الخالية من الأشخاص، والمناطق المكتظة بأفراد متراوحة أعمارهم ما بين 18–28 سنةً، والأماكن التي لا يوجد فيها سيطرة أمنية كافية، التواجد في أماكن مشهورة تتكرر فيها حالات التحرش، كالمناطق التي يتواجد فيها أصحاب السوابق أو المدمنين، والتي ترتفع فيها معدلات العنف والجرائم عامّةً
الوقاية من التّّحرُّش :
امتلاك أدوات لحماية النّفس من التّحرُّش، ومنها:
دبابيس الحجاب والشعر والأوراق، كما توجد دبابيس مخصصة لذلك. الصفع إذ يعطي انطباعًا أنّ الضحية غير مستسلم بسهولة وأنّه يملك الإرادة القوية للمقاومة. الصاعق الكهربائي.
الأدوات الحادة الشاملة للسكاكين والمشارط والأمواس. بخاخ العين وهو خليط من الفلفل الأسود والأحمر والبهارات الحارة والشطة.
الابتعاد عن المناطق الخطيرة الخالية من السكان، والابتعاد عن المشي وحيدًا، وتجنب الأماكن المغلقة، والاتصال بأقرب وحدة شرطة من خلال وضع الرقم في خانة الطوارئ والاتصال السريع. عدم إدخال شخص غريب على البيت، أو الركوب والحديث معه.
تجنب ارتداء الملابس الدّاعية إلى الإغراء والمثيرة للشهوات الجنسية. تعليم الأطفال كل ما يتعلق بالتحرش وأنواعه، فليس التحرش متعلّقًا بالفتيات فقط بل يشمل الذكور أيضًا، وعلى الوالدين والمدرسة استخدام الألفاظ والمصطلحات المناسبة للتّحرُّش بما يتوافق مع
مراحلهم العمريّة وإدراكهم المعرفي.
تعليقات
إرسال تعليق