فوضى الأوجاع



 فوضى الأوجاع

روعة محسن الدندن/سوريا


تشعر في لحظات الليل أن كل شيء فيه يعج بالضجيج ورغم هدوء جسد الأيام وكأن تلك الأجساد جثث في مقابر وكل يصلي على نفسه ويكون هو الميت والإمام وكل المشيعين 

لتتحول في النهار لكائنات مجنونة تهذي وكل يغني وجعه ويقاوم الحياة بعبارات وكلمات .في ملامحهم ستجد آلاف الكلمات وكل منهم له كتاب وحبر حكاياتهم يشق أجسادهم لتظهر جراحهم وكيفما تلفت ستشعر أن كل الأشياء تبكي 

وكأنك في خيمة عزاء والجميع يتبادل عبارات التعزية والدعاء بالرحمة وحسن الخاتمة ولكن من هو الميت الحقيقي وعلى من تترحم تلك الأشباح 

فوضى تنتابك وأنت تفكر وتشاهد الوجوه العابرة الخارجة كل يوم من تحت ركام الحروب 

واختلطت فيه الجثث وكأنهم كانوا بساحات يحاربون أرواحهم وعادوا أجسادا إلى مقابر 

أوطانهم ولكن لا مكانا لهم لهذه الأجساد






 

لم تعد جرائد الصباح على أولوياتهم وعلى شريكة فناجين الصباح مع أزهار الياسمين وصوت فيروز الذي يجعل العصافير تغرد مع كل صباح لتشاركهم مشوارهم للعمل 

لم يعد هناك عملا يتقنوه إلا الإنتظار والخوف وتدوين الذكريات على أجسادهم لعل الملائكة تحمله بدلا من الصحائف 

فهل تشفع لهم صحف أجسادهم من جحيم الحروب أم أن مقصلة الصمت لغة الفقراء واحتكر حبره الخوف 

تشابهت الصحف في أخبارها وتكرارها منذ أعوام لتصيب الجميع فوضى الأوجاع والذكريات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شباب المفرجية يصحو من نومه العميق بعد جريمة القتل البشعة

كفانا .. قلوبنا تعبت ارحمونا