عاشق المسرح المخرج السكندري الكبير حلمي خالد في حوار مثير يكشف الأسرار



مرحباً بكم في فقرة، ضيف المها 

(عطر الألم ريشة وقلم )

من  بلد الكنانة  مصر  من  محافظة  
الإسكندرية  منارة  الفن،   بلد  الحضارة 
والثقافة والفنون  والأدب،  ضيفنا  اليوم  
الأستاذ المخرج  حلمي خالد.. مخرج مسرحي  كبير  مسيرته  وإنجازاته  الفنية  غنية  بالنجاح  والعطاء، عمل  على  إخراج  العديد من المسرحيات  لكبار  الكُتّاب  وأقام  الكثير من  العروض المسرحية،  
مثابر وناجح ، تتلمذ  على  يديه  العديد  من الممثلين والفنانين  الذين  يعملون  في  المسرح، 
مسيرته  الفنية  حافلة  بالإنجازات. والمخرج  القدير  حلمي  خالد  مُنِح  وسام الإبداع  الذهبي  من  اتحاد الكُتّاب والمثقفين  العرب  على  مسيرته  الفنية 
في  العطاء  وحسن  الإداء. الآن  أقدِّمُ  لكم ( بطاقة تعريف)  عن أهم إنجازاته.

  الأسم:   محمد حلمي خالد..
أسم الشهرة المعروف به، حلمي خالد.
  تاريخ الميلاد: ١٢/٧/١٩٤٧ 
البلد مصر الإسكندرية   أكاديمية الفنون قسم إخراج.  
يعشق المسرح  ..قام  بإخراج    ٣٤ مسرحية لكبار الكُتّاب. و ١٤١ عرضاً   مسرحي على مدى 
خمسون عاما.. مشواره الفني حافل بالعطاء والنجاح حاصل  على عدة شهادات تقديرية.
كما حصل  على أوسمة عديدة وشهادات تقدير كثيرة..  وتم منحه الوسام الذهبي من  أتحاد الكُتّاب والمثقفين  العرب  ومسجل  بمنظمة اليونسكو.  ولقّبه  جمهوره في  الإسكندرية  ومصر  بشيخ المخرجين



أصدقائي بعد الأطلاع على السيرة والمسيرة الفنية الخاصة  بالفنان  القدير المخرج حلمي خالد.  أحببت أن أسأله  بعض الأسئلة وكانت كالآتي:

كيف تقيّيم مستوى المسرح الآن في هذه الظروف الصعبة ..؟

 للأسف أصبح المسرح  الآن يعاني من فقر الإحساس،  وهو  في منتصف  الطريق  غير 
قادر  للصعود وربما  قابل للهبوط. حتى أن 
معظم العمالقة  في المسرح  تركوا  الفن عندما  بدأت  الأوضاع  في التدهور  والفنان  الحقيقي  لا يستطيع  أن يجازف  بتاريخه الفني  لهذا فضّلَ  الأبتعاد..عندما وجد أن الفساد تفشى  في المسرح  وأصبحت  بعض النصوص  لا تحمل  أي هدف أو فكرة جيدة ، في أيام  مضت كان   من أهم أهداف المسرح  تهذيب النفس  وكنا نتحدث  عن  الزمن  الجميل وكنوزه المسرحية والعروض الرائعة والجميلة الآن نفتقر لهذه الكنوز  فماذا سيقول عنا الجيل القادم وليس لدينا  أي شئ جميل نتركه لهم.. المسرح الأن  على مفترق الطرق  قبل كان الأنسان عند حضور عرض مسرحي يصاب بالدهشة  عند  خروجه من إحدى العروض المسرحية  وكان يتفاجئ بنفسه عندما  يندمج  اندماج  كامل  مع  أحداث 
العرض المسرحي  وتعاطفه مع شخصياته وتضارب  أحاسيسه  مع  الخير  والشر  المعروض على خشبته هذا  هو  المسرح  الحقيقي  الذي  نفتقده ، للأسف المسرح   الأن  بلا أحاسيس وبلا  تأثير  على  المتلقى  الأن أصبح  المشاهد يخرج  من  المسرح  وكأنه  سمع  مجرد  كلمات جوفاء  تخرج  من  خشبته  ولا  تجد  طريقها إلى قلب  المتفرج  ووجدانه  ولا  تداعب  أحاسيسه.



الأستاذ حلمي خالد برأيك الشخصي كيف يتميز الفنان الحقيقي  وكيف يجب أن يكون المشاهد المتلقي ..؟ 

من  أهم  صفات  الفنان  أن يكون  لديه  صدق الأحساس  وتوصيله  إلى المتلقي  ولا تكون أي  جملة  مصيرها  الهواء  الطلق  فيخرج  المتلقي  ولا  تداعب  خيالاته أي  شئ  مما  كان  يتابعه أثناء  العرض  وهذا  ما  يحدث  غالبا  فى  معظم العروض  التى  نشاهدها  ويحضرني الأن  واقعة حدثت أثناء  عرض  بمسارح  هوليوود  وكان العرض  عن  مخترع  فقير  قام  باختراع  جهاز يخدم  البشرية  جميعها  وتوقف الأختراع  بسبب ثلاثون  دولاراً  لم  يملكها  هذا  المخترع وكان يجلس  فى الصف الأمامي  أحد  المشاهدين وقد وصل إليه  إحساس  هذا  المخترع  ولم يشعر  بنفسه  وهو  يقوم  مسرعاً  ويصعد  إلى الممثل  على  خشبة  المسرح  وهو  يقول  له خذ  يا رجل هذه  ثلاثون  دولارا  واكمل اختراعك  فهو  يخدم  البشرية  جميعها / 
وكانت هذه الواقعة حديث هوليوود لفترة طويلة / هذا  الأحساس  هو  ما   أتحدث   عنه ولا  أتحدث  عما  يحدث الأن  من  جمل وعبارات  تطلق  فى  الهواء  الطلق  ولا  تصل إلى  المتلقى  فيخرج  ولا  يكون  عالق  بذهنهأي  شيئ مما  كان  يعرض أمامه.

الفن مسؤولية والفنان الشامل مسؤوليته
 أن يقدم  فكرة جيدة، الفنان المخرج الأستاذ حلمي خالد، ما هي النصيحة التي تقدمها لكل فنان..؟

الفن في جميع المجالات هو إحساس وتهذيب للنفس ومشاعر صادقة وعطاء بلا حدود .. الأن أذكر موقف حصل لفنان في  إحدى  الدول  الأوروبية ، أقيم  معرض  للرسامين المحترفين  وقد  أشرف  على  هذا  المعرض نخبة  من  أكبر  الرسامين  فى العالم  لتقييم الأعمال  المقدمة  فى  هذا  المعرض  وحضرت  هذه  اللجنة  يوم الأفتتاح  وبدأت  فى تقييم  الأعمال، وكانت كل  لوحة  مغطاة  بستارة  وعند حضور  اللجنة  لهذه  اللوحة  يقوم  صاحب اللوحة  برفع  الستار بشريط  على  جانبها  اللجنة  قامت بتقييم  جميع  اللوحات  ولم يتبقى إلا  لوحة  واحدة  وكانت  ستؤجل  لليوم التالي فقررت  اللجنة  في  أخر لحظة  سرعة تقييمها، ووقف  صاحب  اللوحة  بينهم  فطلبوا منه  رفع  الستار  عن  اللوحة ، ابتسم  صاحب  اللوحة  وقال  لهم  لا  يوجد  ستارة  هذه هي اللوحة ، فنظروا   جميعهم فى ذهول  واقتربوا منها  تماما  فبدت  لهما ستارة  طبيعية مرسومة  بيد  فنان  مرهف  الحس  ولم  يتحققوا  منها  إلا بعد أن اقتربوا  منها  ولمسوها  بأيديهم  فهل علمتم ما هو الفن الخالد، هل علمتم ما هو الفن الذى  يترك  أثراً  في النفوس  ويقوم برسالته الحقيقية من تأثير ، وتجسيد  ، وتطهير للنفس البشرية،  هل علمتم جمال الفن فى بساطته وتفسيره لمقولة ( السهل الممتنع) 
من هذه الحالة  أكرر  وأقول  أن  الفن  خلق لتطهير  البشرية ... ويقدم  الفنان  أعماله  بكل  صدق  والفنون  ليست لأفكار  لا  يفهمها  إلا   واضعها   ويروج  لها  على  أنها الجديد ، لأن  في النهاية  سيجد  الفنان نفسه فى منتصف الطريق  ولا  يعرف إلى  أي طريق يسلك ؟؟ ولا أين وصل... 


أصدقائي أترككم الآن مع مقتبسات من صفحة ضيفنا الكريم  وبعض كتاباته وأقواله...

أعطني  خبزاً  ومسرحاً   أعطيك  شعباً  فى منتهى الرقي.
المخرج حلمي خالد.



كما  نتحدث  نحن  عن  الزمن  الجميل 
أرجو   أن يجد  الجيل  القادم  ما  يتحدث عنه.
المخرج حلمي خالد.

بعد تجاهُل نصوص  كبار  الكُتّاب  وكتابة نصوص  عشوائية  أصبح  كل  ما يعرض الأن  محاولات لإيجاد  مسرح حقيقي.
المخرج حلمي خالد.

رحم الله الفن المسرحي  الذي  أصبح  مهنة 
لكل من ليس له مهنة.
المخرج حلمي خالد.

نتحدث  عن  الزمن  الجميل  وكنوزه  أخشى
أن  لا  يجد  الجيل  القادم  عنا  ما  يتحدث  عنه.
المخرج حلمي خالد.



النقد البناء يساعد على الأبداع الراقي  
أما  المجاملات  فتساعد على الأنهيار.
المخرج حلمي خالد.

بشاعة  الحاضر  هو  ما  يجعل  الماضي جميلاً.
المخرج حلمي خالد.



بعد  تجاهل  نصوص  كبار الكُتّاب  
والأتجاه للتأليف  العشوائي 
لن  يستقيم  المسرح المصري.
المخرج حلمي خالد.

ما زال  المسرح المصري  يعاني  من  سطحية المواضيع  مما أدى  ذلك إلى  أنهياره.
المخرج حلمي خالد.



لا يجب  التصفيق  لنزول  الستار  الأخير إلا إذا أحدثت  الطمانينة  فى  النفس.
المخرج حلمي خالد.

ليس  الهدف  من  العرض  الراقي كثرة  الضحك المتواصل  ولكن  الهدف  الأساسي  هو تطهير النفس البشرية.
المخرج حلمي خالد.

الفن  والأبداع  موهبة  ربانية  تثقلها  الثقافة والأطلاع  الدائم  ولا  تتخذ  عنوة  فتصبح  
مثاراً للسخرية.
المخرج حلمي خالد.


هياكل  تعشق  الجلوس  فوق  الأبراج  دون
أن  يكون لها  أي رصيد  إبداعي  وهذا هو  سر نكسة المسرح.
المخرج حلمي خالد.

مهما  كانت  بلاغتك  فى  الحديث  وكثرة 
النشر فلن  يتغير  حجمك إلا بالأعمال الجادة.
المخرج حلمي خالد.


جميع الأبداعات  تم  العبث  بها  
سواء  من الحداثيين  أو انصاف 
الموهوبين بحجة نحن نقدم الجديد.
المخرج حلمي خالد.

وفي نهاية اللقاء أتمنى لضيفنا الفنان الراقي الأستاذ المخرج حلمي خالد. 
المزيد من العطاء واستمرارية النجاح ، نودعكم  على أمل أن نلقاكم في حلقة أخرى وضيف 
جديد ، لكم مني أعطر وأرق التحايا


أجرت الحوار
مها محمد علي يوسف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شباب المفرجية يصحو من نومه العميق بعد جريمة القتل البشعة

كفانا .. قلوبنا تعبت ارحمونا