نظام الأسرة في الإسلام! بقلم : روعة محسن الدندن/سوريا
المتتبع لمنهج الإسلام وخاصة بتخصيص سورة كاملة في القرآن هي سورة الطلاق سيرى مدى رعاية الله للمرأة وكرامتها
لسمو هذا الدين وجديته وانبثاقه من نبع غير بشري على وجه التأكيد حتى لو لم يكن هناك دلالة أخرى سوى دلالة هذه السورة
ومن ينظر في تشريعات الأسرة في القرآن والسنة في كل وضع من أوضاعها ولكل حالة من حالاتها وإلى التوجهات المصاحبة لهذه التشريعات يدرك إدراكا كاملأ ضخامة شأن الأسرة في النظام الإسلامي قيمته عند الله فهو يجمع بين تقواه سبحانه وتقوى الرحم في أول سورة النساء
"ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة،وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء،واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام .إن الله كان عليكم رقيباً"
كما جمع بين عبادة الله والإحسان للوالدين في سورة الإسراء وغيرها
"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"
وبين الشكر لله والشكر للوالدين في سورة لقمان
"أن أشكر لي ولوالديك"
فالإسلام لا يحارب دوافع الفطرة ولا يستقذرها وإنما ينظمها ويطهرها ويرفعها عن المستوى الحيواني لأن اتجاه النظام الإسلامي هو لرفع هذه العلاقات الإنسانية إلى مستوى القداسة المتصلة بالله وإتخاذها وسيلة للتطهر الروحي والنظافة الشعورية مخالفا لنظرة العقائد الوثنية والبعيدة عن فطرة الله التي فطر الناس عليها
فالإسلام يرتقي بهذه العلاقة لكي تكون المحور الذي يدور عليه الكثير من الآداب النفسية والإجتماعية فنجده يقيم العلاقات الجنسية على أساس من المشاعر الراقية التي تجعل من التقاء جسدين التقاء نفسين وقلبين وروحين ،تربط بينهما حياة مشتركة وآمال مشتركة وآلام مشتركة ومستقبل مشترك ،يلتقي في الذرية المرتقبة ،ويتقابل في الجيل الجديد الذي ينشأ في العش المشترك ،الذي يقوم عليه الوالدين حارسين لا يفترقان
فالزواج في الإسلام وسيلة لتطهر والإرتفاع لأنه يدعوا الأمة المسلمة لتزويج رجالها ونسائها إذا قام المال عقبة دون تحقيق هذه الوسيلة الضرورية لتطهير الحياة ورفعها
"وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم ،إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله والله واسع عليم .وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"
ولكن في حياة البشر الواقعية لدينا حالات تتهدم وتتحطم على الرغم من جميع الضمانات والتوجيهات ولذلك كان لابد من مواجهتها مواجه عملية وهذا واقع علينا الإعتراف به وعدم انكاره حين تتعذر الحياة الزوجية ويصبح التمسك بهذه العلاقة عبثا ولا أساس له
ولكن الإسلام لا يسرع لفك هذا الرباط المقدس لأول وهلة ولأول بادرة خلاف وإنما يشد على هذا الرباط بقوة .فلا يدعه يفلت إلا بعد المحاولات واليأس
فما هي المحاولات التي قام ذكرها الإسلام قبل الطلاق وحدود الله في الطلاق
تعليقات
إرسال تعليق