رخصة تعدد الزوجات!| بقلم : روعه الدندن
رخصة تعدد الزوجات
روعة محسن الدندن/سورياإن نظام الإسلام نظام واقعي وهو نظام يرعى خلق الإنسان يتوافق مع فطرته وتكوينه ومع واقعه وضروراته فلا يسمح بإنشاء واقع مادي من شأنه انحلال الخلق وتلويث المجتمع تحت مطارق الضرورة التي تصطدم بذلك المجتمع ويلتقط الإنسان من واقعه الذي هو فيه ومن موقفه الذي هو عليه
ليرتفع به في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة في غير انكار لفطرته أو تنكر،وفي غير اغفال لواقعه أو اهماله
جاء الإسلام لا ليطلق ولكن ليحدد ولا ليترك الأمر لهوى الذي ولكن ليقيد التعدد بالعدل وإلا امتنعت الرخصة المعطاة!
ولكن لماذا أباح هذه الرخصة بقوله تعالى
قال تعالی...وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا (3) النساء
الكثير من يدعون لأنفسهم بصرا بحياة الإنسان وفطرته ومصلحته فوق بصر خالقهم سبحانه ويقولون في هذا الأمر وذاك بالهوى والشهوة وبالجهالة والعمى وكأن ملابسات وضرورات جدَّت اليوم يدركونها ويقدرونها ولم تكن في حساب الله سبحانه وتعالى ولا في تقديره يوم شرع للناس هذه الشرائع
وهذه دعوى فيها من الجهالة والعمى بقدر مافيها من التبجح وسوء الأدب ولا تجد من يرد على المتبجحين على شريعة الله ومنهجه
فنظام الإسلام لايقوم على الحذلقة الجوفاء ولا على التطرف المائع ولا على المثالية الفارغة ولا على الأمنيات الحالمة التي تصطدم بفطرة الإنسان وواقعه وملابسات حياته ثم تتبخر في الهواء بل يتوخى دائما أن ينشئ واقعا يساعد على صيانة الخلق ونظافة المجتمع مع أيسر جهد يبذله الفرد ويبذله المجتمع
فعبر التاريخ للمجتمعاتنا نجد زيادة عدد النساء الصالحات لزواج على عدد الرجال والحد الأعلى لهذا الإختلال في بعض المجتمعات لم يُعرف تاريخيا أنه تجاوز نسبة أربعة إلى واحد
وهو دائما يدور في حدودها
وفي مثل هذه الحالات التي تقع وبنسب متفاوتة التي لا يفيدنا أي انكار كيف يمكننا أن نعالجه أو نتركه يعالج نفسه بنفسه حسب الظروف والمصادفات أم نعالجه بهز الكتفين
إن ترك المجتمع لهذا الواقع حسبما اتفق لا يقول به انسان جاد ،يحترم نفسه ويحترم البشرية ولابد من نظام واجراءات أيضا
لأننا سنكون أمام ثلاث احتمالات
أولها .ان يتزوج الرجل من امرأة واحدة وتبقى أكثر من امرأة بدون زواج وتقضي حياتها أو حياتهن لا تعرف الرجال
وهذا ضد الفطرة وضد الطاقة بالقياس إلى المرأة التي لا تعرف في حياتها الرجال ولا يدفع هذه الحقيقة ما يتشدق به المتشدقون من استغناء المرأة عن الرجل بالعمل والكسب
لأن المسألة أعمق بكثير من السطحيون المتحذلقون الجهالة عن فطرة الإنسان فلا العمل ولا كسب المال يغني المرأة عن حاجتها الفطرية إلى الحياة الطبيعية سواء في مطالب الجسد والغريزة أو الروح والعقل من السكن والأنس بالعشرة كما الرجل يجد العمل والكسب ولكن هذا لا يكفيه فنجده يسعى للحصول على العشرة -والمرأة كالرجل - في هذا فهما من نفس واحدة
وأما الاحتمال الثاني فهو
أن يتزوج الرجل من زوجة واحدة وبالمقابل يعاشر أكثر من امراة من اللواتي ليس لهن مقابل في المجتمع من الرجال وتكون له إمرأة خليلة في الحرام والظلام
وهذا ضد الإسلام النظيف وضد قاعدة المجتمع الإسلامي العفيف وضد كرامةالمرأة الإنسانية وهذا ما يرده الذين يتطاولون على الإسلام لنشر الفاحشة بالمجتمع وللاسف يجدون من الكائدين لهذا الدين كل تشجيع وتقدير
والإحتمال الثالث
أن يتزوج الرجال بعضهم أو كلهم أكثر من واحدة في وضح النور ولا تكون في الظلام خليلة في الحرام
وهذا ما اختاره الإسلام ولكن يختاره رخصة مقيدة لمواجهة الواقع الذي لا ينفع فيه هز الكتفين ولا تنفع معه الحذلقة والإدعاء لأنه يتماشى مع الواقع بإيجابية في مواجهة الإنسان كما هو بفطرته وظروفه وحياته مع رعاية الخلق النظيف والمجتمع المتطهر ومع منهجه في التقاط الإنسان من السفح وذلك في يسر ولين وواقعية
لنكمل حديثنا في منشور قادم عن هذه الرخصة
المراجع
دستور الأسرة لأحمد فائز
تعليقات
إرسال تعليق