يا ناس يا هوووو

 

بقلم : عبير مدين

المكان جمهورية مصر العربية، الزمان 9 سبتمبر 1952 وبعد مرور 45 يوم من ثورة يوليو صدر قانون الإصلاح الزراعي والذي يعد بداية انهيار الرقعة الزراعية و تآكلها عن طريق ما تم من تجريف و تبوير أرضنا الطيبة من أجل البناء عليها، وبعدها سقطت سلة الغذاء و تبعثر ما فيها.

لست بصدد توجيه الاتهام لهذا القانون فقد كان ما كان

لكن اليوم نجلس جميعا نضرب أخماس في أسداس ونحن نبحث عن بدائل للقمح نسد بها العجز بعد أن كنا نحقق الاكتفاء الذاتي منه ونصدر الفائض.

تحدثنا عن استصلاح الأراضي الصحراوية وربما قطعنا بضع خطوات فيه.

ونظرا لضيق الوقت اعود وافتح ملف سبق وتحدثت فيه وهو استغلال العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر بما يحقق مصلحة الطرفين وربما يعم الخير على بعض الدول العربية الشقيقة إن لم يكن كلها.

بداية و بنظرة سريعة على الوضع السياسي لدولة السودان والتي تعاني من إضطرابات سياسية معروفة للجميع انعكس آثارها على الوضع الاقتصادي لها فنجد

وصل معدل التضخم أكثر من 200% والبطالة أكثر من 66% والديون الخارجية إلى تجاوزت 64 مليار دولار

ورغم هذا فى السودان 230 مليون فدان.. أكرر: 230 مليون فدان قابلة للزراعة في المقابل المساحة المنزرعة فى مصر كلها 8.2 مليون فدان، وما يمكن إستصلاحه و زراعته حوالى 5 ملايين اي = 13.2 مليون فدان، أول عن آخر

في السودان الأرض مستوية تماماً.. والخصوبة 100٪ من ترسيبات طمى النيل.. والمياه تحت ملك يمينك نيلية أو جوفية عذبة

لو استطاعت الحكومة المصرية الاتفاق على زراعة اراضي سودانيه لحساب الشعب المصري لك أن تتخيل حجم الرخاء الذي وقتها يعم على الشعبين

وإذا تعاونت الأجهزة المصرفية في الدول العربية للاستثمار في هذا المجال لك أن تتخيل حجم الأمن الغذائى المحتمل تحققه

في مصر والسودان الثروة البشرية التي تحتاج فقط إلى من يوظفها و الدول العربية لديها الإمكانيات المادية

لدينا كافة الموارد التي تتيح لنا عبور اي أزمة فقط نحتاج الإرادة

الوطن العربي بمساحته الممتدة من المحيط الى الخليج والبالغة حوالي 13487814 كيلومتر مربع تقريبا عاجز عن قيام اتحاد يماثل الاتحاد الأوروبي!

يكاد عقلي يتوقف من شدة الدهشة و أصرخ غضبا يا ناس يا هوووو لماذا نرضى بدور التابع و نحن نستطيع أن نكون قادة ؟

لماذا نرضى الغرق في محيط قلق والخوف من المجاعة ونحن بيدنا أن نعبر إلى بر الأمان ؟

و تذكروا يوما ما اقوله لكم اليوم سوف يصبح الذهب بلا قيمة أمام لقمة عيش في المستقبل.